Youtube Twitter Facebook

الأمراض النفسية والخدمات المقدمة لها في دولة الإمارات

نظمت ندوة الثقافة والعلوم محاضرة بعنوان "الأمراض النفسية والخدمات المقدمة لها في دولة الإمارات" ألقاها الدكتور عادل كراني المدير الطبي بالمركز الأمريكي النفسي والعصبي، يوم الأربعاء 22 أكتوبر بمقر الندوة في الممزر بدبي، بحضور معالي محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، وسلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة، وبلال البدور نائب الرئيس، والدكتورة حصة لوتاه رئيس اللجنة الثقافية ولفيف من المتخصصين والمهتمين.

استهل د. كراني محاضرته بتعريف الصحة النفسية بأنها جزء لا يتجزأ من الصحة العامة، والصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنيا وعقليا واجتماعيا لا مجرد انعدام المرض أو العجز، ويمثل مفهوم الصحة النفسية حالة من العافية يمكن فيها للفرد تكريس قدراته الخاصة، والتكيف مع أنواع الاجهاد العادية، والعمل بتفان وفعالية، والاسهام في خدمة المجتمع.

وأشار كراني أن الصحة النفسية تتأثر وتضطرب شأنها شأن الصحة والمرض عموما بعدة عوامل سواء اجتماعية، أو نفسانية، أو بيولوجية متعددة تتفاعل فيما بينها.

وأكد أن أكثر البيانات الخاصة بالصحة النفسية تتأثر بمؤشرات الفقر، بما فيه من انخفاض مستوى التعليم، وتدني مستوى الدخل ومستوى المعيشة. وأن زيادة أشكال الحرمان الاجتماعي والاقتصادي واستحكامه بين الأفراد والمجتمعات المحلية من أكثر الأخطار المحدقة بالصحة النفسية، ذلك لتعرض بعض الفئات المحرومة في جميع المجتمعات لاضطرابات نفسية نتيجة الشعور بعدم الأمان، وفقدان الأمل، وسرعة التحول الاجتماعي، وانتشار العنف، والاعتلال الجسدي.

وذكر كراني أنه على الرغم من عدم الإلمام كلياً بالأسباب المؤدية إلى حدوث الكثير من الاضطرابات النفسية، إلا أن هناك من يرى أنها تحدث جراء ضغوط شديدة مكونة من عدة عوامل البيولوجية والنفسانية والاجتماعية مثل المصائب الكبرى التي تحل بالإنسان في بعض الأحيان، أو صعوبة الأوضاع الأسرية، أو بعض الأمراض التي تصيب الدماغ، إلى جانب العوامل الوراثية أو الجينية، والمشاكل الطبية، وترتبط أعراض ذلك الاضطراب في معظم الأحيان بضائقة تصيب الفرد أو بأمر يؤدي إلى تعطيل ملكاته الشخصية. إلا أن معظم الأمراض النفسية قابلة للعلاج بفاعلية ونجاح.

وأشار كراني إلى العلامات الأولية للاضطرابات النفسية مثل تشوش الفكر، أو انحراف المزاج أو السلوك على نحو لا يتسق مع المعتقدات، أو خلل في القدرات والإنتاجية، كذلك التأخر الدراسي في بعض الأحيان.

وأن الصحة النفسية للنساء أكثر تأثراً من الصحة النفسية للرجال، وأنهن أكثر تردداً على العيادات، وذلك قد يرجع إما لتصالحهم مع أنفسهم واعترافهم بالحاجة للعلاج أكثر من الرجال الذين قد يتحسبون لعدة عوامل مجتمعية قبل الإقدام على طلب المساعدة، أو نتيجة لتزايد الضغوط على المرأة في الوقت الحالي.

وقد تختلف العلامات المميزة الأولى باختلاف الاضطرابات، ولابد للأشخاص الذين تظهر عليهم واحدة أو أكثر من الأعراض التالية التماس مساعدة المهنيين المتخصصين ومن أكثر الأعراض شيوعاً:

•         أعراض جسدية (مثل حالات الصداع أو اضطراب النوم)

•         أعراض انفعالية (كالشعور بالحزن أو الخوف أو القلق)

•         أعراض استعرافية (كصعوبة التفكير بوضوح وظهور أفكار شاذة وحدوث اضطراب في الذاكرة)

•         أعراض سلوكية (كانتهاك سلوك عنيف وعدم القدرة على أداء الوظائف الروتينية اليومية والإفراط في تعاطي مواد الإدمان)

•         أعراض إدراكية (كرؤية أو سماع أشياء لا يستطيع الآخرون رؤيتها أو سماعها)

وعن كيفية الحماية أو المساعدة في العلاج النفسي أكد كراني أهمية التواصل الاجتماعي مع الأسرة، والانضمام لمجموعة متجانسة (هوايات – تطوع)، كذلك الابتعاد الكلي عن المواد المخدرة والكحول، وممارسة الرياضة، والاستمرار على برنامج صحي (نوم وغذاء صحي)، والإلمام بالأعراض النفسية ومراجعة المستشار النفسي بأسرع وقت، وأهمية الاعتراف بالمرض والاستمرار على العلاج.

,أشار إلى أن الأدوية النفسية لا تسبب الإدمان، إلا أن هناك من يفرط في استخدام المهدئات والمسكنات دون استشارة الطبيب ربما ينتج عن ذلك الإدمان.

وتطرق إلى أن البعض يعتبر المرض النفسي وصمة عار وذلك لقلة المعرفة والمعلومات الخاطئة التي تحيط باعتلال الصحة النفسية، كذلك القصور الإعلامي بعض الشيء في إلقاء الضوء على الصحة النفسية، وإيلاءها مساحة من التغطية الإعلامية المستحقة.

فعلى الرغم من وجود علاجات ناجعة ضد الاضطرابات النفسية، هناك اعتقاد سائد بشأنها، مؤداه أنه يتعذر علاج الأمراض النفسية أو أن المصابين بها أشخاص يقل ذكاءهم وتصعب مخالطتهم ويتعذر عليهم اتخاذ القرارات. ويمكن أن تؤدي ظاهرة العار تلك إلى سوء معاملة هؤلاء الأشخاص أو نبذهم أو عزلهم أو استبعادهم من الرعاية الصحية أو الدعم الصحي.

وغالبا ما يتم علاج هؤلاء الأشخاص ضمن النظام الصحي، في مؤسسات أقرب ما تكون من المستودعات وأبعد ما تكون عن أماكن للاستشفاء. ويعاني أكثر من450 مليون شخص في أرجاء العالم مشاكل نفسية أو عصبية أو سلوكية وتظهر عليهم اضطرابات مختلفة، ويوجد شخص من بين كل ستة أشخاص بالغين مصاب باضطرابات نفسية.

وتعتبر دولة الإمارات من أكثر دول المنطقة اهتماما بالصحة النفسية حيث تنتشر العيادات النفسية التي لا تعتبر خللاً في المجتمع بقدر ما هي مقياس لحضارة وتقدم البلد، فكلما ازدادت الخدمات الإنسانية في المجتمع يقل العنف والجريمة، وقد ثبت أن العديد من الأمراض العضلية أصلها نفسي ولا سيما أمراض القلب والدم والسكري، والتي الضغوط المستمرة والمزمنة والإرهاق الطويل في العمل أحد أهم أسبابها. وأن تشير بعض الإحصاءات أن نسبة المصابين بالاكتئاب تتراوح بين 20 – 12%، وأن هناك 5% مصابين بالتوتر والقلق.

وأكد ضرورة الايمان بأهمية الانسجام والتناغم بين الصحة النفسية والصحة الجسدية ليكون الفرد منتجاً ومبدعاً.

وأشار إلى ما يوليه القطاع الحكومي في دولة الإمارات للصحة النفسية من اهتمام بتوفير مستشفيات عدة منها (مستشفى الأمل/ دبي وزارة الصحة - جناح العلوم السلوكية مستشفى الشيخ خليفة (هيئة أبوظبي الصحية) - قسم الطب النفسي / مستشفى راشد (هيئة الصحة بدبي) - قسم الطب النفسي / مستشفى العين (صحة) - قسم الطب النفسي / مستشفى توام (صحة).

ومن الجدير بالذكر اهتمام هيئة الصحة في دبي بالمرضى النفسيين، حيث تم افتتاح قسم للأمراض النفسية في مستشفى راشد يضم 46 سريراً منها 25 للرجال و21 للنساء من بينها خمس غرف خاصة للنساء ومثلها للرجال، وتم تزويد القسم بأحدث الأجهزة المتماشية مع المعايير والمتطلبات العالمية لمثل هذه الأقسام التي تقدم خدماتها العلاجية لنوع خاص من المرضى

•         كما تم تزويد القسم بأجهزة خاصة لمتابعة المرضى لتطبيق نظام المراقبة المستمرة على مدار الساعة خاصة لبعض الحالات التي تستدعي ذلك، وقد تم إدخال 400 مريض إلى قسم الصحة النفسية في مستشفى راشد العام الماضي.

 

الدكتور عادل كراني على اليمين يستهل المحاضرة بجانبه الدكتور علي سنجل

 معالي محمد احمد المر وسعادة الاعضاء مجلس ادارة الندوة مع جانب من الحضور

 معالي محمد احمد المر يوجه سؤالا للدكتور عادل كراني

 الدكتورة حصة لوتاه وجانب من الحضور

 سعادة سلطان صقر السويدي يتقدم بالشكر للدكتور عادل كراني على المحاضرة القيمة و يشكر الحضور في الاخير

 معالي محمد احمد المر و سعادة سلطان صقر السويدي والدكتور علي سنجل يكرمون الدكتور عادل كراني

 

 تصوير : سمير بلحسين

 

نشرتنا الإخبارية

اشترك في نشرة الندوة الإلكترونية لتصلك آخر الأخبار والفعاليات.

تواصل معنا

نرحب بتواصلكم على:
البريد الإلكتروني
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
الهاتف
00971-4-2017777
الفاكس
00971-4-2961212

youtube Twitter Facebook