الندوة تستضيف محاضرتين عن الخط العربي

نظم "مركز دبي لفن الخط العربي" مساء أمس في مقر "ندوة الثقافة والعلوم" محاضرتين عن الخط وذلك بحضور محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، وسلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة، وبلال البدور نائب رئيس مجلس ادارة الندوة، وعبدالغفار حسين رئيس جمعية الإمارات لحقوق الإنسان ولفيف كبير من الفنانين والمهتمين بالفنون الإسلامية والإعلاميين .
قدم المحاضرة الأولى "خطاطون أغفلهم التاريخ" محمد عبدربه علان، وقال إن الخبراء يقدرون وجود "ثلاثة ملايين مخطوطة في العالم الإسلامي ران عليها صمت الزمن، وهي بحاجة إلى من يخرجها من دهاليز العتمة وينفض عنها غبار الإهمال" .
وتحدث الدكتور ناصر منصور أستاذ فن الخط العربي والفنون الاسلامية في جامعة العلوم الاسلامية العالمية في الأردن، مؤكداً أن مسيرة فن الخط العربي تزخر بأسماء الكثير من الخطاطين الذين أسهموا في تطوير هذا الفن العظيم حتى وصل الى ما نراه عليه اليوم من إتقان وإحكام وتنوع وفخامة ورقي . وترد أسماء هؤلاء الخطاطين لدى العديد من المؤرخين وكتب التراجم؛ فمنهم من لا نعرف عنه إلا الاسم والزمن الذي عاش فيه مثل: أبو حكيمة العبدي، وخالد بن أبي الهياج، وعثمان بن وهران، وقطبة المحرر، والأحول المحرر، ومحمد بن حفص المعروف بزاقف، وغيرهم الكثير ممن لم نر كتاباتهم، ولم تصل إلينا آثارهم ولا أخبارهم . ومنهم من نعرف عنه الكثير، لكن لم نر من كتابتهم شيئا، مثل: ابن مقلة الوزير وأخيه أبي عبدالله . في حين وصلت إلينا كتابات هي غاية في الإبداع، منها ما لا نعرف من كتبها أصلا، مثل: مخطوطة المصحف الأزرق، والأشرطة الكتابية في مسجد السلطان حسن بالقاهرة، ومنها ما ورد فيها اسم كاتبها لكن أغفلهم المؤرخون، ولم تذكرهم كتب التراث مثل: علي بن شاذان، وسونج الرسولي، ويونس الوراق وغيرهم .
وختم الدكتور منصور بأن فن الخط العربي يعاني الإهمال لجهة التوثيق والتأريخ لأعلامه ورموزه، بعكس ما هو قائم في زمن السلطنة العثمانية، التي وثقت سيرة الخطاطين الأتراك، وكذلك إيران، داعياً إلى الاهتمام بالخط العربي، لأنه ليس مجرد حرف أو لغة للتواصل، وإنما هو آية من آيات الجمال المدهشة بتجلياتها التجريدية والفنية .
في المحاضرة الثانية "تطوير المعايير القياسية في الخط العربي"، تحدث الفنان زيد الأعظمي فعرض موجزاً تاريخياً عن نشأة الخط العربي، ملاحظاً أنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأحوال الناس على مستوى الأبعاد الروحية والنفسية والمعنوية، بعكس جميع لغات الأرض، التي كانت تقتصر على معنى الأشياء، لذلك جاء الحرف العربي كتعبيرات متعددة .
بواسطة : سمير بلحسين