Youtube Twitter Facebook

كتاب ومثقفون ينعون الباحث الإماراتي صلاح البنا : نموذج مشرف للباحث الإماراتي

صاحب عزيمة تحدّى تلف الرئة وأنجز دكتوراه عن الوطن

نعى كتاب ومثقفون إماراتيون الباحث الإماراتي د. صلاح قاسم سلطان البنا، الذي وافته المنية صباح أمس، الأول من أغسطس، بعد معاناة مع المرض، عن عمر يناهز 58 عاماً، مؤكدين أهمية جهوده البحثية، ومنوهين بإرادته التي لا تلين، ومقاومته المرض بالبحث والعمل والمشاركة في الحياة السياسية.

 وغرد كبار مثقفي الدولة في «تويتر» ناعين الراحل، الذي رأوا في سيرته مثالاً حسناً للشباب الإماراتيين الطموحين، وقدوة في الوقوف على المعارف التاريخية المتعلقة بدولة الإمارات، وهو ما بذل من أجله الجهد رغم اشتداد مرض الربو عليه، حيث كان متحدثاً في التاريخ وعلوم الاجتماع، وهذه كانت دراسته التي نال عليها الدكتوراه في بريطانيا.

مثال

وأشاد الأديب عبدالغفار حسين بمناقب الراحل د. صلاح قاسم البنا، معتبراً إياه مثالا للشاب الإماراتي الطموح في الوقوف على المعارف التاريخية لبلاده.

وقال حسين في تغريدة عبر صفحته على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «رحم الله صلاح قاسم البنا وأحسن الله عزاء ذويه، كان مثالا حسنا للشاب الإماراتي الطموح للوقوف على المعارف التاريخية للامارات ويبذل من أجلها الجهد رغم إشتداد مرض الربو عليه. كان متحدثا في التاريخ وفي علوم الاجتماع وهذه كانت دراسته التي نال عليها الدكتوراه من بريطانيا».

إخلاص للعلم

وقال بلال البدور، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم في دبي: «منذ فترة ليست بالقصيرة اشتغل الراحل د. صلاح قاسم البنا على بحثه، الذي أعده لنيل درجة الدكتوراه، وكان يعمل بجد واجتهاد وأمانة علمية، حيث كان حريصاً على أن تخرج رسالته حول التاريخ السياسي لدولة الإمارات دراسة وافية، تستوعب ما ذكره مؤرخو الإمارات وما جاء بكتابات الأجانب.

كما كنا سعداء بإسهاماته في الحركة الفكرية والثقافية، كما نأمل أن تستفيد الأجيال من بحوثه ودراساته.

لقد كان منشغلاً بالعلم والفكر، حيث بدت ملامح ذلك من خلال مشاركاته في الندوات والمحاضرات التي شارك فيها برؤى قيّمة، وآراء سديدة، بوصفه قارئاً نهماً مطلعاً وواعياً ما يقرأ، معتمداً مبدأ الشك من أجل الوصول إلى دقة المعلومات وصحته.

ورغم مداهمة المرض له، إلا أنه كان ينتقل من مكان إلى آخر، لحضور معرض كتاب هنا، أو مشاركاً في محاضرة هناك. وكان يلازمه خلال تنقلاته الممرضة والسائق وحقيبة جهاز التنفس».

وختم البدور: «لقد رحل الدكتور صلاح قبل أن يتم مشروعه الفكري، فعليه رحمة الله ورضوانه».

إرادة لا تلين

 وقال الإعلامي علي عبيد الهاملي: «بوفاة الأخ والصديق د. صلاح قاسم سلطان البنا تكون دولة الإمارات قد فقدت واحداً من أهم باحثيها في مجال التوثيق والتاريخ، فقد كان رحمه الله باحثاً من نوع نادر، نذر نفسه للبحث التاريخي رغم صعوبة الخوض في هذا الجانب، نظراً لشح المصادر واختلاف الآراء.

وقد جعل مرحلة ما قبل قيام اتحاد دولة الإمارات موضوع رسالة الدكتوراه التي أنجزها في ظروف صحية صعبة ألمت به، أدت إلى تأخير إنجاز بحثه سنوات، إلا أن عزيمته القوية لم تلن تحت ضغوط المرض الذي ألجأه في النهاية إلى عملية زرع رئة قبل سنتين في مستشفى كليفلاند بأبوظبي».

وأضاف الهاملي: «رغم هذه الظروف الصحية القاهرة استطاع الراحل د. صلاح (رحمه الله) أن ينجز بحثه القيم عن إرهاصات قيام اتحاد دولة الإمارات، حاصراً إياه من الأعوام 1952 إلى 1971م، وهو بحث له قيمته العلمية، لأن الدكتور صلاح لم يكن يقبل بأنصاف المعلومات ولا أنصاف المصادر، بل اعتمد على المعلومات الموثقة والمصادر الموثقة، وعلى رأسها المصادر البريطانية، التي يقول في حوار سابق أجرته «البيان» معه، إنه اعتمد بنسبة 80% عليها؛ لقد كان الدكتور صلاح مثقفاً من نوع نادر يجمع بين تخصصه الذي أحبه والثقافة بمفهومها الواسع وأفقها العريض.

تجده حاضراً في كل معرض كتاب من أول يوم الافتتاح للمعرض وحتى يوم الختام، ينتقل بين أروقة المعرض يجر خلفه حقيبته منتقياً الكتب التي تشبع نهم المعرفة لديه».

ويتابع الهاملي: «في مجلس الندوة الأسبوعي كنا نجده محاوراً صعباً لا يقبل بأنصاف الآراء ولا أنصاف الحلول، ولا المجاملات، يدعم رأيه بالحجة الدامغة والمعلومة الموثقة، حتى كنا نخشى عليه من أن تتأزم حالته الصحية عند احتدام النقاش، وهو الذي يجلس بيننا بجهاز التنفس الموصول بأنفه، تراقبه الممرضة المصاحبة له على الدوام.

كنا نعجب من عزيمته القوية وإصراره على هزيمته المرض، حتى شاءت إرادة المولى عز وجل أن تفيض روحه إلى بارئها في هذه الأيام المباركة، تاركاً في قلوب أهله وأصدقائه ومحبيه غصة كبيرة، ولأبناء وطنه مثلاً وقدوة وأنموذجاً فريداً من الإرادة التي لا تلين، أمام قسوة المرض، والظروف الصحية الصعبة.

رحم الله الدكتور صلاح البنا رحمة واسعة، وأجزل له المثوبة والجزاء بقدر ما بذل وأعطى لوطنه وأمته». يذكر أن د. صلاح كان مهتماً بالبحث السياسي والشأن التاريخي في المنطقة، وبسبب وعكة طويلة ألمت به تأخرت رسالة الدكتوراه سنوات لعدم قدرته على السفر، ولكنه كان مواظباً على حضور الفعاليات والندوات في ندوة الثقافة والعلوم كل يوم إثنين، وكلما سمحت له صحته.

وكان رحمه الله، يتنقل برفقة حقيبة الأوكسجين أينما ذهب، ويتعايش مع مرضه وصعوبة التنفس متجاوزاً آلامه بمواصلة جهوده في البحث العلمي والقراءة في مكتبه الخاص.

وللراحل أطروحة دكتوراه في إنجلترا، كانت في عام 2011م بمراحلها الأخيرة حين أصيب بوعكة صحية إثرها أدخلته في غيبوبة طويلة، ليعطله هذا المرض مده خمس سنوات، ومع ذلك نال الدكتوراه التي كانت تغطي المرحلة التاريخية للإمارات من (1952 – 1971). وقبل وفاته بأشهر كان يحاول تحويل الأطروحة لكتاب، لكنه لم يطبع بعد.

الأطروحة كانت تنقسم إلى أربعة فصول إضافة إلى مقدمة وخاتمة، حيث كتب منذ الفصل الأول عن الدولة قبل تشكيل الاتحاد، متناولاً الواقع الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، أما بقية الفصول فهي تنشغل بالظروف السياسية، كما شملت دراسته الخطوات التفصيلية في مفاوضات تشكيل الاتحاد حتى تحقق هذا الحلم في ديسمبر 1971م، حيث كان متتبعاً تلك الأحداث بدقة.

كما يذكر أن الراحل هو الابن الأكبر لقاسم سلطان، مدير عام بلدية دبي، سابقاً. وأثرى المكتبة الإماراتية والعربية بمجموعة دراسات مهمة.

وداعاً.. صلاح قاسم

صلاح قاسم سلطان الحائز شهادة الدكتوراه في التاريخ السياسي للإمارات في الفترة من (1952 ــ 1971)، عانى الكثير على المستوى الصحي ليتمكن من إكمال أطروحته المهمة، التي بوأته مكانة لائقة بين الباحثين المتخصصين في تاريخ دولة الإمارات ما قبل تأسيس الدولة، ومع ذلك فقد كان اعتلال صحته عائقاً حال دون أن يصبح (صلاح) أحد نجوم المؤتمرات واللقاءات العلمية، إلا أنه كان يعطي قدر استطاعته.

ورغم مرضه وضعف جسده، والمشقة التي كان يتحرك بها وتواكب خطوه كلما سار أو جلس أو تحرك، إلا أنه لم يفقد يوماً شغفه بالقراءة والعلم والتاريخ والمراجع والمصادر، لم ييأس أبداً ولم يستسلم، وأتم أطروحة ليس من السهل التصدي لموضوعها ومصادرها المتمثلة في مراجع دولية بريطانية وهولندية.

 الصديق، الباحث، المجتهد (صلاح) انتقل إلى جوار ربه يوم أمس السبت، لتفقد الساحة العلمية والثقافية رجلاً رغم علمه الواسع في مجاله إلا أنه لم يثر حوله أي ضجيج، ورحل مخفوراً بتواضعه وشغفه.

رحمك الله يا صلاح، لترقد روحك بسلام ورحمة.

نعى كتّاب ومثقفون إماراتيون وعرب الباحث الإماراتي صلاح قاسم سلطان البنا، الذي رحل أول من أمس، معربين عن حزنهم لخسارة نموذج مشرّف للمثقف الإماراتي الذي يتسم بالوعي والعزيمة والإصرار على العمل والبحث والدراسة، إذ تحدى تلف الرئة وصعوبات الاستعانة بجهاز اصطناعي للتنفس حتى أتم رسالته للحصول على درجة الدكتوراه في التاريخ الإماراتي.

ونوّه المثقفون بحرص قاسم المستمر على متابعة المشهد الثقافي والإبداعي في الإمارات رغم مرضه وصعف صحته، وإرادته الصلبة التي مكنته من إتمام رسالة الدكتوراه التي حملت عنوان «من ساحل عمان إلى الإمارات العربية المتحدة، 1952-1971، مساعي الاتحاد»، في 2016.

 ونعى الدكتور حنيف حسن القاسم الفقيد الراحل عبر حسابه الشخصي على «تويتر» قائلاً: «عرفت الفقيد مُذ كنا زملاء في جامعة الإمارات. كان طموحه بلا حدود، جاداً في تحصيله العلمي. مثابراً في مسيرته الأكاديمية والتي توّجها بحصوله على الدكتوراه رُغم حالته الصحية الحرجة. رحمه الله وألهم والده العزيز وأسرته الكريمة الصبر والأجر».

وغرّد الأديب عبدالغفار حسين: «رحم الله صلاح قاسم البنا وأحسن الله عزاء ذويه، كان مثالاً حسناً للشاب الإماراتي الطموح للوقوف على المعارف التاريخية للإمارات، ويبذل من أجلها الجهد رغم اشتداد المرض عليه. كان متحدثاً في التاريخ وفي علوم الاجتماع وهذه كانت دراسته الني نال عليها الدكتوراه من بريطانيا».

في حين وصف الدكتور عبدالعزيز المسلم، الراحل بصديق الثقافة والمعرفة. وكتب المسلم: «رحمك الله يا صديق الثقافة والمعرفة، الدكتور صلاح قاسم سلطان البنّا، باحث جميل يقتنص المعلومة ويلج إلى القلوب بصدق المشاعر وعفوية المودة».

بينما قال الدكتور عبدالله الريسي: «من يكتب التاريخ لن ينساه التاريخ، فيظل بين صفحاته حياً ينبض بالحياة. فكيف بمن أفنى شبابه في خدمة تاريخ وطنه يصول ويجول في ميادينه بحثاً عن حقيقة بين أكوام من الأوراق الهشة والمتآكلة، وبلغة يصعب فك رموزها إلا من أتقنها بالعلم والمعرفة. رحل الله الباحث في تاريخ الوطن د. صلاح قاسم».

كما حرصت مؤسسات ثقافية في الدولة على نعي الفقيد الراحل، منها ندوة الثقافة والعلوم، ومؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، وغيرهما.

وكان الباحث الراحل صلاح قاسم البنا، وهو نجل قاسم سلطان مدير بلدية دبي سابقاً، قد أنهى رسالة الدكتوراه الخاصة به في عام 2016، بعد فترة توقف استمرت خمس سنوات، بعد أن هاجمه المرض، بحسب ما ذكر في حوار سابق له مع «الإمارات اليوم» قال فيه: «فاجأني تدهور حالتي الصحية في التوقيت الذي كنت أتهيأ فيه للإعداد لمناقشة الأطروحة، وهو أمر لم يثنني عن مواصلة إنجاز كان استهلاله فكرة لاحت لي في أواخر التسعينات، بقدر ما جعلني هذا الأمر أسرع من وتيرة إنهائه»، موضحاً أنه تغلب على عقبة شُح المعلومات، وعدم توافر الوثائق والمصادر بشكل منهجي، ما بين الفترة من 1820 حتى تاريخ تأسيس الاتحاد، عبر اللجوء إلى العديد من كبريات دور الكتب والوثائق والمكتبات بالمملكة المتحدة، كما تغلب على إشكالية شحن الكتب والمصادر التي احتاج إليها من الإمارات، من خلال مسحها ضوئياً، وتخزينها على قرص صلب.

حنيف حسن:

• «كان طموحه بلا حدود، جاداً في تحصيله العلمي. مثابراً في مسيرته الأكاديمية».

عبدالغفار حسين:

• «كان مثالاً حسناً للشاب الطموح للوقوف على المعارف التاريخية للإمارات».

• عبدالله الريسي: «من يكتب التاريخ لن ينساه التاريخ، فيظل بين صفحاته حياً ينبض بالحياة».

تجربة شامخة

سعى الراحل صلاح قاسم البنا في أطروحة الدكتوراه إلى الإجابة عن أربعة أسئلة رئيسة، مرتبطة بالعوامل التي أثرت في الاتحاد، ودور الحكام والعوامل الأخرى في إنجاحه، وإرهاصات الاتحاد السداسي والسباعي، متطرقاً إلى أبرز العوامل المساعدة على قيام الاتحاد، وكيف أن الاتجاه وقتها على أكثر من صعيد عالمي كان يصبّ في إطار تأسيس أنماط جديدة للاتحادات، ولكن الكثير منها لم يكلل بالنجاح، في حين بقيت التجربة الإماراتية شامخة، وأهمية توافق الحكام في إنجاحه.

 

نشرتنا الإخبارية

اشترك في نشرة الندوة الإلكترونية لتصلك آخر الأخبار والفعاليات.

تواصل معنا

نرحب بتواصلكم على:
البريد الإلكتروني
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
الهاتف
00971-4-2017777
الفاكس
00971-4-2961212

youtube Twitter Facebook